تاريخ الحركة الكشفية

اللورد روبر بادن باول مؤسس أول فرقة كشفية في العالم عام 1908 في لندن.
الانتداب الفرنسي خشي الحركة الكشفية فأصدر المفوض السامي قراراً لإلغائها عام 1935.
انتخب علي الدندشي عام 1951 عضواً في اللجنة الكشفية الدولية تقديراً لمكانة سورية في الحركة الكشفية العالمية.
عام 1996 أوقف النشاط بقرار إداري, فتساءل قادة الفرق عن أسباب هذا الإيقاف المباغت.
علي الدندشي: الكشفية مرض معد لا يمكن الشفاء منه.
مع عودة سورية إلى المنظمة الكشفية العالمية في الأول من الشهر الفائت, لا بد من الحديث مجدداً عن الكشاف السوري الذي قدم الكثير للبلاد خلال تاريخه الطويل, عن الإنجازات والنضال والوقفات الكبيرة لهذه المنظمة التربوية الطوعية غير المؤدلجة, وأيضاً عن المصاعب التي عانتها وقرارات الإيقاف المتكررة التي صدرت بحقها ومشكلاتها وهمومها, وذلك في سعي جدي لتعود هذه الحركة إلى ممارسة دورها الطبيعي في دعم الأطفال والشباب وتزويدهم بما يحتاجونه من أخلاق وقيم ومهارات عملية.

في هنانعرض تاريخ الحركة الكشفية في سورية منذ التأسيس حتى الآن, على أن نستكمل المحاور الأخرى تباعاً في الأعداد القادمة..

أول فرقة كشفية في العالم

يعود الفضل في تأسيس أول فرقة كشفية في العالم إلى اللورد الانكليزي الجنرال المتقاعد روبر بادن باول عام 1908 في لندن, مقتبساً الفكرة من تجاربه وحياته العسكرية وقتاله ضد عصابات البوير الانفصالية, حيث اضطر للاستعانة بالفتيان والأحداث الذين قدموا خدمات كبيرة للقوات الانكليزية المحاصرة آنذاك, مثل نقل الذخائر والمؤن والبريد والمداواة... وعام 1910 بدأت الفكرة بالانتشار في انكلترا والدول المجاورة ثم البعيدة.

وفي سورية

كانت أول فرقة كشفية في الوطن العربي عام 1912 ببيروت تحت اسم (جمعية الكشاف العثماني) على يد عبد الجبار خيري مدير مدرسة دار العلوم إثر عودته من لندن, وقامت الفرقة آنذاك برحلة سير على الأقدام إلى دمشق وزارت معاهدها العلمية, لتحتضن الكلية العلمية الوطنية أول فرقة كشفية في دمشق بقيادة الدكتور رفيق العائدي.

عام 1913 تشكلت الفرقة الثانية في مدرسة عنبر التجهيز, قبل أن تتوقف الحركة الكشفية عام 1914 بسبب الحرب العالمية الأولى, لتعاود نشاطها من جديد عام 1919.

الكشاف تحت الانتداب

انتشرت الكشفية في المدارس الابتدائية الرسمية عام 1922, وتألفت فرقتان مدرسيتان آنذاك: الأولى في مدرسة التطبيقات بقيادة ياسين الحموي, والثانية في مدرسة الأكراد بقيادة بكري قدورة, ثم أخذت الكشفية الصفة الرسمية عام 1923 بعدد فرق لا يتجاوز العشرة وقتئذ.

عام 1927 تأسست فرقة الغوطة الأهلية التابعة للكشاف المسلم بقيادة علي الدندشي, وكثرت الفرق الكشفية لتعم أرجاء سورية كلها عام 1932, ودفع ارتباطها الوثيق مع الحركة الكشفية في لبنان الفرنسيين إلى الخشية من توسعها لما فيه من توحيد لصفوف الشباب في البلدين, حتى بلغت انتشارها الأمثل عام 1934 حيث كانت معظم الفرق مرتبطة بالكشاف المسلم في بيروت برئاسة محي الدين النصولي, وأنشئ (كشاف المعارف) في المدارس الرسمية, وأقام الكشاف المسلم مخيماً في يبرود شاركت فيه 43 فرقة تضم أكثر من 3 آلاف كشاف من سورية ولبنان.

إثر هذا المخيم زادت خشية الفرنسيين من هذه الوحدة الكشفية, فأصدر المفوض السامي عام 1935 قراراً تظاهر بتنظيم الحركة الكشفية ونشاطها, إلا أنه هدف حقيقة إلى إلغائها, فاحتج الكشافون واستمرت الفرق بالعمل وفق إرشادات اللجنة المركزية رغم إغلاق المكتب الرئيسي ومقرات الفرق, واستقال قدورة من رئاسة كشاف المعارف تضامناً مع أعضاء اللجنة المركزية للكشاف المسلم في دمشق.

عام 1936 اندمج كشاف المعارف بالكشاف الأهلي, وأصبحت الحركة الكشفية في سورية منظمة أهلية واحدة ليس لها أية صفة طائفية أو دينية, نالت رخصة رسمية من وزارة الداخلية باسم (كشاف سورية) بعد الانفصال عن كشاف لبنان, وتألفت أول لجنة تنفيذية عليا برئاسة الدكتور رشدي الجابي وأمانة سر بكري قدورة, وعضوية السادة فائز دالاتي, علي الدندشي, زهير دالاتي, عطا مبكي وجورج قطيني, وأقيم أول مخيم عربي في بلودان عام 1938 بمشاركة معظم الفرق الكشفية العربية.

عام 1942 أغلقت حكومة الشيخ تاج مكتب كشاف سورية لتدخله بالقضايا القومية, ليستعيده بعد 6 أشهر إثر معركة بالخناجر والحجارة والعصي جرح فيها 22 كشافاً, وكانت سلطات الانتداب حكمت بالإعدام على 4 كشافين بتهمة تزويد ثوار الغوطة بالسلاح والمؤن, ولم ينفذ الحكم بسبب تدخل مراجع عالمية في الموضوع.

بعد الانتداب

في ظل العهد الوطني أقر المجلس النيابي قانون حماية الحركة الكشفية في سورية رقم 86 بتاريخ 29/6/1944, واعتبرت الحركة الكشفية منظمة أهلية تربوية اجتماعية ذات نفع عام تحميها الحكومة السورية, ثم صدر المرسوم الجمهوري رقم 46 بتاريخ 5/1/1947 المتضمن النظام الأساسي لكشاف سورية, كما صدر المرسوم المصدق بقرار وزارة المعارف رقم 146 بتاريخ 23/3/1947 المتضمن النظام الداخلي لكشاف سورية, وفي عام 1948 صدر المرسوم الجمهوري رقم 197 بتاريخ 7/2/1948 الذي نص على الاعتناء بالنشاط المدرسي الكشفي.

جدد كشاف سورية تسجيله في المكتب الكشفي الدولي, وأصبح على قوائم المؤسسات الكشفية الدولية, وانتخب علي الدندشي عام 1951 عضواً في اللجنة الكشفية الدولية تقديراً لمكانة سورية في الحركة الكشفية العالمية, بعدها صدر المرسوم التشريعي رقم 199 بتاريخ 8/4/1952 الذي أيد قانون حماية الحركة الكشفية, واشتمل على نظام الرياضة الكشفية.

عام 1953 تم اقتراح إقامة المخيم الكشفي العالمي في سورية ليلغى نتيجة اعتراض إسرائيل عليه, ثم أقيم أول مخيم كشفي عربي في سورية (نبع بردى – الزبداني) وانعقد خلاله أول مؤتمر كشفي عربي عام 1954, وأقيم المخيم العربي الكشفي الثالث عام 1958 بعد اعتذار تونس, ثم التاسع عام 1970 والخامس عشر عام 1982, وبتاريخ 12/12/1979 صدر المرسوم رقم 3007 المتضمن إعفاء الحركة الكشفية من رسوم دخول الأماكن السياحية والآثار.

إيقاف - عودة - إيقاف - عودة

نظراً للظروف الأمنية الحرجة وأحداث الإخوان عام 1986, صدر قرار إداري بإيقاف النشاط تماماً, حيث كان الكشاف تابعاً لوزارة التربية واستلمت الشبيبة مقرات الفرق حينها, إلا أن بعض الفرق استمرت بعقد الاجتماعات فيما بينها دون أي نشاط خارجي, لتعود الأمور إلى نصابها عام 1993 حيث تشكلت 4 فرق في دمشق فقط.

عام 1996 أوقف النشاط مرة أخرى بقرار إداري مثير للجدل, فتساءل قادة الفرق عن أسباب هذا الإيقاف المباغت, إلا أن النشاط عاد من جديد أواخر عام 2005, فتشكلت لجنة مركزية عليا ولجان تابعة لها في المحافظات وفرق وأفواج عديدة في كل أنحاء سورية, وفي 1 تموز عام 2008 عادت سورية إلى عضوية المنظمة الكشفية العالمية مرة أخرى بعد انقطاع دام لسنوات.

إنجازات

لم يغب كشافو سورية عن المناسبات والأحداث الوطنية, فكانوا الرديف للثوار ضد الاستعمار الفرنسي, وناضلوا ضد محاولات سلخ لواء اسكندرون بالتعاون مع عصبة العمل القومي برئاسة زكي الأرسوزي.. كذلك في 29 أيار عام 1945 عندما قصف الفرنسيون دمشق بالمدفعية.

وفي حرب فلسطين عام 1948 قاموا بتزويد الجيش السوري بالمؤن والذخائر, إضافةً للقتال إلى جانبه, وفي حربي 1967 و1973 حملوا السلاح وحولوا مقراتهم إلى ملاجئ ومقرات للإسعاف الأولي, وعملوا في المعامل وأدوا واجبهم في الخدمة العامة والإنقاذ والإسعاف وإزالة الأنقاض في المناطق المدمرة والتبرع بالدم..... وغير ذلك من الأعمال الوطنية والإنسانية

شكرا يا سبايدر مان
برافو يا احمد باول

ههه محمد ملعوبة بس شكرا ع الموضوع

شو هاد يا سبيادر